جوهرة اسلامية فى قلب اوروبا

هي مدينة صغيرة تقع غربي لشبونة علي بعد خمسة و عشرين كيلو متر منها و تعتبر من ضواحيها. و تقع شنترة في سفح جبل عال تغطيه الخضرة اليانعة و الحدائق الغناء و قد جعلت منها مناظرها الطبيعية الجميلة و جوها البديع مقصداً للمتنزهين و الباحثين عن الراحة و الاستجمام.
و قد جاء في وصفها في الروض المعطار:
" من مدائن الأشبونة بالأندلس على مقربة من البحر و يغشاها ضباب دائم لا ينقطع ، و هي صحيحة الهوى تطول أعمار أهلها و لها حصنان في غاية المناعة ".
و كانت شنترة في العهد الإسلامي كما هي اليوم ضاحية لشبونة الجميلة و قد لبثت في أيدي المسلمين أكثر من أربعة قرون, ثم سقطت في يد النصارى،و المرجح أنها سقطت في نفس الوقت الذي سقطت فيه لشبونة في عام 1147م/ 542 هـ .
وما زالت شنترة تضم بعض المعالم الأندلسية الأثرية و أهمها الحصن الأندلسي


Castelo dos Mourosو يقع في أعلى الجبل الذي تقع المدينة في سفحه و يشرف عليها من ارتفاع شاهق على نمط القصبة الأندلسية وما زالت أسواره و أبراجه في حالة جيدة، و لكنه مهدم من الداخل و فيه بقايا مسجد خرب . و يقع إلى يمين الحصن فوق الجبل قصر"بينا" و هو حديث النشأة ويرجع إلى أوائل القرن التاسع عشر ، و كان مقام (البرنس فون كوبورج) .
و يوجد في أسفل الجبل في السفح الذي يطل عليه الحصن أجمل صرح أثري في شنترة وهو و إن لم يكن أندلسي النشأة إلا أنه قد بني على طراز أندلسي فائق الروعة و يطلق على هذا الصرح اسم "قصر الحراسة الوطني" و يرجع بناؤه إلى القرن الرابع عشر .
و يضم هذا القصر عدة أبهاء و غرف أندلسية الطراز منها قاعة الطعام و قد زينت جدرانها بالزليخ (القيشاني) الأندلسي الجميل و في وسطها نافورة و بها زلعه عربيه و سقفها مزين بالمقرنصات الخشبية العربية و منها بهو الاستقبال الكبير ، و قد زين عرشه مقرنصات عربية و له مشرقية جميلة ذات عقود عربية تطل على المدينة .
و يوجد في وسط القصر مصلى كبير مسقف بالخشب المقرنص و في صدره عقد ، و يبدو أنه كان مسجداً خاصاً ثم تحول إلى مصلى نصراني و ما يظهر من هيئته و طرازه يؤيد ذلك .
وفي فناء القصر توجد نافورة و حمام على الطراز العربي ذو ثلاثة عقود رخامية جميلة.
وعلى وجه العموم يبدو قصر شنترة إسلامي الطراز في سائر جنباته و مظاهره ، و هو يبرز ما كان للفن الأندلسي من عظيم الوحي و التأثير في تلك العصور.
إبراهيم مرجونه